الأخبار

العكايلة : ماذا بعد لقاء الملك وبايدن.. نتائج تعكس قوة وتأثير الدولة

العكايلة : ماذا بعد لقاء الملك وبايدن.. نتائج تعكس قوة وتأثير الدولة
أخبارنا :  

حمزة العكايلة :

يكتسب لقاء الملك مع الرئيس الامريكي جو بايدن أهمية كبيرة ليس فقط لكونه اول زعيم عربي يلتقيه بعد تنصيبه، وانما يعكس إرادة مؤسسية داخل الولايات المتحدة الأمريكية، تثق بالملك وبدور الأردن المؤثر في المنطقة، وبوصفه حليفاً موثوقاً، وهذا هو الأهم.

الملك تجمعه علاقة صداقة بالرئيس بايدن، عبر عنها الأخير بحفاوة لدى استقبال جلالته وولي العهد، وهذه الصداقة تتلاقى مع ثقة المؤسسات الأمريكية العسكرية والمدنية وقناعتها بما يقدمه الأردن عبر صوت واضح جسده الملك في غير موقف ومحك، فالملك عبر بالبلاد بنجاة واقتدار في ذروة أزمات السنوات العشر الأخيرة، فلم تغير التطورات التي عصفت بالإقليم من مواقف الأردن ولا من مبادئه ولا نظرته لشكل التعامل مع الملفات الجوهرية وعلى رأسها المتعلقة بالقضية الفلسطينية والأزمة السورية والحرب على الإرهاب وكذلك الأوضاع في العراق وليبيا وفي غير قطر عربي يشهد اقتتالاً واحتراباً داخلياً.

الثابت والواضح والذي تقرأه المؤسسات الأمريكية جيداً، أن الأردن لم يتغير رغم تبدل الأحلاف وتبرعم الأجندات في المنطقة ولم يكن متسرعاً في الإنجرار إلى أتون ومستنقعات حروب الوكالة، والثابت أيضاً أن الدولة الأردنية برهنت قوة وتماسكاً والتفافاً حول الملك وشرعيته في غير مفصل بدءاً من محاولات جر الأردن إلى الدخول في معترك حروب الربيع العربي، مروراً بمحاولات داعش وأخواتها في زعزعة أمن البلاد واستقرارها، ومن ثم تعنت حكومة نتنياهو ورميها الملفات الشائكة بوجه الأردن بخاصة في ملف الوصاية الهاشمية على المقدسات ومن ثم صفقة القرن وانجرار الإدارة الأمريكية السابقة نحو معسكر الخراب الإسرائيلي، وليس أخيراً في ملف قضية الفتنة التي تعامل معها الملك بحكمة وهدوء.

النتائج كانت في المحصلة، أن الأردن عبر محطة الربيع العربي مع توافق وطني كبير يرى في تلازم الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري أولوية ملحة لبقاء الدولة متماسكة وهي تعبر مئويتها الثانية، والنتيجة أيضاً أن الأردن برهن لجواره أن أرضه ليس ساحة للمعارك ولا معبراً للتدخل بشؤونهم الداخلية والمتاجرة بدمائهم، بل إن الأردن وضع كل الإمكانات لاستقبال الأشقاء السوريين، ووضع كل خبراته في مساندة الأشقاء العراقيين إلى أن دحروا داعش وإخواتها، والنتيجة أيضاً أن أيادي التطرف والإرهاب تم بترها من الأرض الأردنية، والنتيجة أيضاً أن الأردن رفض صفقة القرن وتعرض للضغطات وعانى، وأن محاولات نتنياهو المنتفخ بتطرفه وأوهامه وبرامجه الخبيثة لإضعاف الأردن، قد باءت بفشل ذريع وأصبحت القوى المؤثرة في إسرائيل تنادي بضرورة إعادة التوازن في العلاقة مع الأردن وعدم المساس بالاتفاقيات الموقعة معه، والنتيجة أيضاً في هذا السنوات الصعبة أن الأردنيين كانوا أكثر وعياً في انتصارهم لوطنهم وشرعية نظامهم وحكم ملكهم في قضية الفتنة.

هذه مؤشرات تعكس بالتأكيد أن الحليف الأردني قوي وبالإمكان الاعتماد عليه ومواصلة التعاون والتنسيق معه في غير ملف إقليمي ودولي، وتعكس أيضاً أن عظم الدولة قوي لا يُكسر، وأن إرث الدولة يظهر عند المحك، فالأردن نشأ على رسالة عروبية جامعة، وأبناؤه بذلوا وضحوا وقدموا، ومؤسساته وجيشه وأجهزته الأمنية برهنوا حرفية ومهنية وانضباطاً ومقدرة عز نظيرها، وملوكه جسدوا صوت حكمة واعتدال يحمل إرثها وقيمها ومعانيها اليوم الملك عبد الله حيث يحظى بثقة واحترام وتقدير الأسرة الدولية.

خلاصة القول إن نتائج لقاء الملك وبايدن، ستكشف في قابل الأيام معنى ما قاله الرئيس الأمريكي بأن الأردن حليف قوي في جوار صعب، فملف القضية الفلسطينية سيشهد إعادة في التوازن، والمأمول أن نشهدا انفراجاً في الملف الاقتصادي، أما ملف الإصلاح السياسي وإن كانت أصوات في صالونات عمان تراهن على ربط الزيارة بتغيرات وربما رغبات، فإننا نراه ملفاً وطنياً خالصاً نقدر فيه مصالحنا العليا بالدرجة الأولى، تماماً كما هو الحال بالنسبة لاتفاقية التعاون العسكرية الأردنية الأمريكية. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك