الأخبار

اشتيوي : زيارة دولة الرئيس لـ الراي

اشتيوي : زيارة دولة الرئيس لـ الراي
أخبارنا :  

جمال اشتيوي :

حملت زيارة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة يرافقه وزير اإلعالم المهندس صخر دودين لصحيفة الرأي أمال كبيرا للعاملين فيها، وأطلقت رسالة مفادها أن الحكومة تولي اإلعالم الوطني اهتماما كبيرا، ولديها رغبة حقيقية بإعادة تأهيل المشهد االعالمي األردني، للولوج إلى المشهد اإلعالمي العالمي الجديد بقوة واقتدار.

هذه الحكومة جاءت في زمن صعب اقتصاديا مرت به البالد، ومع ذلك تمكنت من انجاز العديد من البرامج االقتصادية في سبيل اعادة التوازن للمشهد الحياتي األردني، للخروج من جائحة كورونا والوصول به إلى بر األمان، واإلعالم جزء أصيل من هذا المشهد، وقد استفاد إلى درجة معقولة من البرامج الحكومية.

حديث الرئيس للعاملين في الرأي كشف أنه يعلم أدق التفاصيل عن التحديات التي تواجه الصحافة الورقية في األردن، ولهذا وضع يده على الجرح بتأكيده ضرورة الدخول بقوة إلى عالم اإلعالم الرقمي اعتمادا إلى الكفاءات المهنية الموجودة في الصحيفة في التطوير المتواصل للمعنى والمبنى.

أشاع وجود الرئيس بين العاملين مساحة كبيرة من األمل، ودفعة قوية باتجاه مواصلة العمل واالنجاز، كيف ال؟! وقد مر قرابة أحد عشر عاما على آخر زيارة لمسؤول للصحيفة، وقد كانت لرئيس الوزراء األسبق سمير الرفاعي في عام 2010. السياسات الرسمية السابقة أهملت صحيفة الرأي رغم أهميتها اإلعالمية، وتعاملت مع اإلعالم كله بمنطق الربح والخسارة، متناسية لما لهذه المؤسسة الشامخة من تأثير عالمي واسع في بنية العقل األردني منذ تأسيسها، فتعددت الخسارات المعنوية والمالية والبشرية حتى وصلت إلى وضع صعب.

اتسمت الرأي بالمصداقية والموضوعية في مسيرتها المهنية، وهو ما جعلها دوما تتصدر الساحة اإلعالمية األردنية، لكن إهمالها إلى درجة كبيرة أثر على عافيتها وقدرتها على االضطالع بدورها الوطني على أكمل وجه، وهو ما عانت منه شقيقاتها الورقية، فبات الفضاء اإلعالمي ملعبا فسيحا، وبال شروط أو قيود أمام العابثين ومزوري الحقائق، ومروجي إلشاعات والمضللين.

علينا أن نعترف أن تراجع دور االعالم المتزن أخلى الساحة أمام العابثين والهواة، وفي حال استمر عدم االلتفات لواقع االعالم الورقي المر، فهذا يعني خسارات كبرى، واستنزاف متواصل قد يقود في النهاية إلى التصدع، فالنهيار، وهو الامر الذي تريده الدولة بالتأكيد.

الخصاونة هنأ الرأي في عيدها الخميسن، وهي تئن وتنزف، والرجل بث رسائل مطمئنة ورسم خريطة عالمية مهمة للمستقبل في حديثه عن الثورة الرقمية إلعالمية، لكننا سيدي نحتاج إلى مزيد من القرارات الصائبة باتجاه الاعلام ألاردني عموما والرأي خاصة، للبناء على ما سلف ولعبور المئوية الثانية بثبات وعزم وعلم.

الرأي تضع الحكومة أمام مسؤولياتها، فإما أن تكون في عيدها الواحد والخمسين، وإما ال تكون، فهي مثقلة باألزمة المالية أكثر مما ينبغي، وما يثلج الصدر أن هذه الحكومة على قدر مسؤولياتها، ولم تدر ظهرها يوما لمواطن أردني، ونحن على يقين أنها ستقود الصحيفة إلى بر الامان باالاعتماد على الكفاءات الزاخرة بها. ــ الراي

مواضيع قد تهمك