الأخبار

د . حمزة : وكأنه يحدث في بلد أخر!

د . حمزة : وكأنه يحدث في بلد أخر!
أخبارنا :  

د . زيد حمزة :

ليس نصحاً معرفياً خارقاً القول لمن يريدون متابعة اخبار واحوال الشعب الأميركي على حقيقتها بألا يكتفوا فحسب بوسائل الاعلام الكبرى الواسعة الانتشار والطاغية النفوذ مثل الـ CNN وفوكس نيوز والنيويورك تايمز بل أن يلجؤوا كذلك للمحطات الإخبارية المستقلة كديمو كراسي ناو او انترسپت أو راديو ساعة رالف نادر وغيرها ممن لم تساوم على أمانتها الصحفية مقابل دعم مالي خصوصاً من شركات البترول، ليَرَوْا بأم اعينهم على سبيل المثال لا الحصر تفاقم عنف الشرطة ضد المواطنين السود من أصل أفريقي وفي الغالب على يد ضباط بيض حتى يدخل في روْعهم أنهم في بلد آخر ابتُليَ بمستعمرٍ ينكّل بشعبه! تماماً كما كنا نرى الضباط البريطانيين في القرن الماضي يفعلون في مستعمراتهم في الهند ومصر وجنوب افريقيا وفلسطين فينكلون بسكانها ويقمعون حركاتهم باسم المحافظة على الأمن وفي الواقع لإخراس اصواتهم المنادية بالحرية والاستقلال، والا فكيف يمكن التصديق بان الولايات المتحدة الدولة الديمقراطية التي احتوى دستورها فصلاً رائعاً عن المساواة والعدالة تسمح لضباط الأمن البيض فيها أن يفعلوا العكس بمواطنيهم السود؟! وما حادثة ضابط الشرطة الأبيض ديريك شوڤين الذي شاهده العالم بأسره في العام الماضي الا مثل صارخ على ذلك إذ القي القبض على مواطنه الأسود جورج فلويد وطرحه ارضاً وركع على رقبته بقوة حتى خنقه وفارق الحياة فأدانته المحكمة قبل ايام بجريمة القتل العمد في حكم نادر قضي بسجنه أربعين عاماً وأدى الى خروج مظاهرات احتفال السود بانتصار العدالة وبجدوى جهودهم ضد الكراهية العنصرية، وما حركة «بلاك لايڤز ماتَر/ حياة السود تَهُمّ » التي تنمو وتكبر ويتنوع نشاطها الا رد فعل على ظلمٍ فظيع وهي جزء من تيار عريض زاخر بالغضب والاحتجاج حد الثورة على كل أشكال التمييز العنصري في الدولة الكبرى التي تدعي انها شنت حربين ضاريتين واحدة على أفغانستان والثانية على العراق من اجل توفير الحرية والديمقراطية لشعبيهما، وتعلن باستمرار انها تقاوم التعصب في ايران والقمع السياسي في روسيا والدكتاتورية في الصين واعتقال المعارضين في كوبا، لكنها تغمض عينيها امام ما تفعله اسرائيل بالفلسطينيين، وتغازل من اجل مصالحها الاقتصادية حكوماتٍ تسوم شعوبها سوء العذاب بأنظمة دكتاتورية يتسلط فيها العسكر او أمراء البترول او احزاب يمينية كالتي في الهند والبرازيل ! وبعد..

فان الاعلام الأميركي المستقل الذي اشرت اليه في المقدمة يؤيد قضايا الشعوب الاخرى بمن فيها تلك التي تنتهك سيادتها حكومة الولايات المتحدة نفسها هو إعلام ضروري بل مطلوب بقوة لتعزيز التحالف الذي يتنامى بين حركات المقاومة حول العالم وبين الشعب الأميركي المصرّ على النضال من اجل المواطنة الكريمة لكل مهمَّشيه من الملوّنين والسكان الأصليين، وهو تحالف تاريخي يبعث الأمل في انتصار الانسان على الظلم والاستغلال في كل مكان.. ــ الراي

مواضيع قد تهمك