الأخبار

المصريون يحتفلون بشم النسيم في ظل كورونا وهذا سر البيض والفسيخ

المصريون يحتفلون بشم النسيم في ظل كورونا وهذا سر البيض والفسيخ
أخبارنا :  

يحتفل المصريون، اليوم الاثنين، بعيد شم النسيم، حيث تبدأ طقوسه بداية من تلوين البيض، وتناول الأسماك المملحة فى سياقات اجتماعية مرحة كالخروج إلى المتنزهات وعلى ضفاف النيل، أو جمع شمل الأسرة في المنزل بسبب ظروف انتشار وباء كورونا.

واشتهر هذا اليوم في مصر بالذهاب في تجمعات للحدائق والمنتزهات، والريف، حيث يتناولون فيه أطعمة معينة مثل الفسيخ "السمك المملح" والخس والبيض الملون والبصل والملانة.

إلا أن هذا العام، الاحتفال سيختلف في ظل تشديد الاجراءات الاحترازية بسبب فيروس كورونا.

فقد وجه وزير الإسكان والمرافق العمرانية بإغلاق جميع الحدائق والمتنزهات والشواطئ في المدن الجديدة خلال إجازة شم النسيم، وذلك تطبيقاً للإجراءات الاحترازية لمواجهة كوفيد-19، كما شدد على رؤساء أجهزة المدن الجديدة على ضرورة رفعهم لدرجة الاستعداد خلال فترة الإجازة.

كما أصدرت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة اليوم توجيهاتها بإغلاق المحميات المركزية خلال أعياد شم النسيم للحد من انتشار الفيروس.

ما قصة شم النسيم؟

ولهذا اليوم قصة ولهذه الأطعمة حكايات، يرويها لـ"العربية.نت" أحمد عامر الباحث بوزارة الآثار المصرية، ويقول إن اختيار هذا اليوم يرجع لعصر الفراعنة، وعرف بموعد الانقلاب الربيعي، وكان يعني عندهم موعد الحصاد للمحاصيل، ويستعدون للاحتفال بهذا اليوم عبر رحلات نيلية، أو الذهاب لباحات المعابد، ويبدأون الاحتفال منذ بزوغ فجر هذا اليوم.

ويقول إن ثقافة الاحتفال بهذا اليوم ظلت متوارثة حتى الآن، ربما ظهر عليها بعض التجديد في الطقوس والعادات، لكن الفكرة واحدة، والأطعمة المتناولة فيها كما هي دون تغيير.

سر تناول البيض

ويضيف الباحث الأثري أن سر تناول قدماء المصريين للبيض في هذا اليوم كمظهر من مظاهر الاحتفال به يرجع لنظرتهم الفلسفية للبيض، فهو يرمز لديهم للحياة، والاحتفال بيوم شم النسيم هو احتفال بالحياة، وبداية دخول الربيع الذي كان يعني لديهم بدايه الحياة، مضيفا أن البيض كان أحد أهم مكونات الرمز المصرى الأشهر عنخ – Ankh" ويعني مفتاح الحياة.

ويشير إلى أن قدماء المصريين كانت لهم طرائف في التعامل مع البيض، فكان يطلب من الأبناء تدوين أحلامهم وأمنياتهم المستقبلية على البيضة، ثم يضربونها بأخرى، وإذا لم تتحطم أو تتأثر، يعتقدون أنه فأل طيب، وأن السماء ستحقق للابن طموحاته وأحلامه التي كتبها.

ومن بين الأطعمة التي يتناولها المصريون في هذا اليوم البصل، وكان له مدلول كبير عند الفراعنة وقدماء المصريين، فقد كانوا يعتبرونه كما يقول عامر طارد الأرواح الشريرة، وذات مرة سقط أحد الحكام في البلاد من على حصانه وارتطم رأسه بحجر، ففقد وعيه، وجاء الطبيب ببصلة ووضعها قرب أنفه، فاستفاق وعاد له وعيه، ومن وقتها اعتقدوا أن البصل طرد الأرواح الشريرة التي لبست جسد الحاكم، مضيفا أنه لذلك يتناول قدماء المصريون البصل في شم النسيم اعتقادا منهم أنه يطرد الأرواح الشريرة.

هناك أيضا الملانة وهي الحمص الأخضر ويتناوله المصريون في شم النسيم، و له قصة وفق ما يذكر عامر، فقد كانت عند نضوجها تتراقص مع الهواء فتصدر موسيقى مبهجة، وكانت هذه الموسيقى بمثابة إعلان يستدل به المصري القديم على نضوج المحصول، وأنه حان وقت الحصاد وقدوم الربيع.

وعن السمك المملح يقول الباحث المصري إن المصريين القدماء كان السمك يمثل عندهم رمزا للخلود، وسرا من أسرار الحياة، فهو قادم من النيل رمز الخلود لديهم، وسر الأقداس في حياتهم، واعتادوا على اصطياد الأسماك النيلية وتنظيفها جيدا ثم يقومون بتمليحه حتى لا تفسد ثم يتناولونه في هذا اليوم احتفالا بالحياة.


مواضيع قد تهمك