الأخبار

زكارنة : اسقاط العام الدراسي جريمة

زكارنة : اسقاط العام الدراسي جريمة
أخبارنا :  

كمال زكارنة :
عندما نتحدث عن اقتراح اسقاط العام الدراسي،فان ذلك يعني اضاعة سنة دراسية وعمرية على اكثر من مليوني طالب اردني ذكورا واناثا،يتلقون التعليم في جميع المراحل المدرسية في اكثر من خمسمائة مدرسة حكومية واكثر من ثلاث آلاف وخمسمائة مدرسة خاصة،ليس هذا فحسب،بل اضافة الى ضياع السنة الدراسية وضياعها من اعمار الطلبة،كيف سيتم التعامل مع اقساط ورسوم المدارس الخاصة التي يلتحق بها اكثر من نصف مليون طالب وطالبة،وهل من الممكن ان يدفع اولياء الامور الرسوم مرتين لعام دراسي مكرر يتم اسقاطه بجرة قلم،وعلى فرض استمرت جائحة الكورونا سنة اخرى قادمة، هل سيتم اسقاط العام الدراسي مرة اخرى ويعيد الطلبة نفس العام ثلاث سنوات متتالية مع تحمل كلفتها الباهظة،وماذا سيكون مصير المدارس الخاصة في تلك الحالة.
ليس هذا هو الحل المثالي لمواجهة جائحة كورونا،كان من المفروض طرح حلولا اخرى اكثر واقعية وفائدة والعمل على تحقيقها وانجاحها،في مقدمتها العمل بكل الوسائل على محاصرة الجائحة واتاحة المجال للطلبة وتمكينهم من العودة الى مدارسهم واستئناف التعليم الوجاهي،وتعزيز التعليم عن بعد من خلال الاستفادة من التجربة المستمرة حاليا وتطويرها، وتمكين الطلبة الفقراء الذين لم يشتركوا فيها من المشاركة بهذا النوع من التعليم والالتحاق به،وهذه مسؤولية وزارة التربية والتعليم والحكومة،من خلال توفير اجهزة التابلت وغيرها التي تساعدهم في الانضمام الى عملية التعليم عن بعد الى حين اجتثاث الجائحة والقضاء عليها.
فس ظل استمرار نشاط قيروس كورونا وتحوره وتحوله،لا توجد خيارات امام الحكومة،غير الحفاظ على صحة وسلامة الطلبة والمجتمع،واستمرار العلمية التعليمية،وهي غير ممكنة حاليا الا عن بعد،رغم وجود من يعارضها دون طرح البدائل المنطقية والملائمة التي تضمن التعلم والحفاظ على صحة وسلامة الطلبة في ذات الوقت.
الاجراءات التي تتخذها وزارة التربية والتعليم في هذه الظروف مناسبة، وهي الاكثر قبولا وقربا من الواقعية والصحة والدقة،لانها تحافظ على سلامة الطلبة وعلى مستقبلهم الدراسي والعلمي، وتتيح لهم الاستمرار في دراستهم وترفيعهم السنوي، بالتعليم والتدريس المستمرين حسب الاصول المتبعة دون اية خسائر.
فكرة اسقاط العام الدراسي مهما كانت مبرراتها الصحية،لم تلق اي استحسان او قبول من الطلبة ولا من ذويهم،لانها خسارة مدمرة على صعيد العمر والتكاليف المادية،كما انها لو طبقت، سوف تصيب الطلبة بالخمول والتراجع وفقدان الرغبة بالتعلم،وسوف يكون لها انعكاسات سلبية كثيرة نفسية ومادية على الجميع.

مواضيع قد تهمك