ندوة حوارية تناقش العرض المسرحي "الجزيرة"
ناقشت ندوة حوارية، مساء الأربعاء، في المقر الرئيس لرابطة الكتاب
الأردنيين بعمان، العرض المسرحي "الجزيرة" من إخراج الفنانة أسماء قاسم عن
نص الكاتب الجنوب إفريقي أثول فوغارد".
والندوة التي نظمتها لجنة
المسرح والدراما في الرابطة بالتعاون مع منتدى النقد الدرامي، شارك فيها
رئيس المنتدى المخرج والناقد باسم دلقموني والمخرجة قاسم وأدارها عضو
اللجنة الكاتب الدكتور علي الشوابكة.
وأشار الناقد الدلقموني في مستهل تقديمه قراءة عن العرض، إلى أن مؤلف النص هو كاتب أبيض من أصول إنجليزية ومناضل
فذ من أجل محاربة التمييز العنصري الذي كان سائدا في جنوب أفريقيا، لافتا إلى أنه وصل للعالمية من خلال ما آمن به حول التخلص
من القمع والاضطهاد الذي كان يمارسه النظام العنصري في جنوب أفريقيا آنذاك وذلك من خلال كتاباته واشتغاله بالمسرح.
وتحدث
عن العرض الذي يتناول نظام "الابرتهايد" أو الفصل العنصري حيث تقبع شخصيتا
سجينين من ذوي البشرة الداكنة (جون ووينستون) في زنزانة بسجن على جزيرة
معزولة، ولتمضية الوقت يعملان على تحضير عرض لمسرحية "انتيجوني" بما تحمل
من دلالات، مشيرا إلى أن هذا العرض يحيلنا إلى ما يجري في فلسطين المحتلة
وما تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من اضطهاد وقمع تجاه أهلنا في فلسطين
وخصوصا الحرب على غزة.
ونوه بأن العرض المسرحي كان ناجحا وجاذبا للمتلقي بمعايير عدة أبززها: براعة الاستهلال عند بدء العرض وحين نهايته، وحركة شخوص
العرض
بحسب مقتضيات مفهوم الحوار؛ حيث كانت الحركة تنطلق ببواعث ومعاني الجمل
الذي عمل عليها دراماتورجيا الفنان عماد الشاعر بإتقان، مشيدا ببراعة
وإتقان أداء الممثلين لشخصيتي جون ووينستون؛ المثنى القواسمة وثامر
الخوالدة اللذين اتسما بتلقائية الأداء الطبيعي ورشاقة الحركة.
ولفت إلى
المضامين التي حملتها الجمل الحوارية في العرض المسرحي ولعبة المسرح داخل
المسرح، مبينا أن العرض المسرحي جاء محملا بالعديد من الأفكار والقيم.
وأشاد الدلقموني بالمخرجة قاسم التي نجحت بإدارة العرض بكل تفاصيله بجدارة
ونجاح واقتدار؛ مما جذب المتلقي إلى متابعته إلى آخر مشهد فيه رغم طول مدته
وقسوة موضوعه التي تم كسرها أحيانا من خلال عدد من مواقف الكوميديا
السوداء.
من جهتها، قالت المخرجة قاسم، إن العرض كان تشاركيا قدم فيه
جميع أعضائه من ممثلين الخوالدة والقواسمة وفني الإضاءة ماهر الجريان
والموسيقى لقصي النمري، رؤيتهم الفنية، مبينة أنها ارتأت أن تكون الإضاءة
والموسيقى الشخصيتين الأخريتين في حمل مضامين العرض وأفكاره.
وأوضحت،
أن العرض جاء بشكل دائري؛ إذ ينتهي حيثما ابتدأ ويحمل في مبناه العميق
مضامين إنسانية تدعو للعدالة، بالإضافة إلى أنه يطرح مسائل وموضوعات فكرية.
وأشادت بتعاون وجهود فريق العرض الذي شاركها فيه وخصوصا الممثلين الخوالدة والقواسمة اللذين كانا مبدعين بحسب وصفها.
وجرى خلال الندوة، حوار حول قيمة وأفكار وفنيات والرؤية الإخراجية وأداء
الممثلين والسينوغرافيا للعرض الذي كان قد تم عرض مادة فلمية تسجيلية له
قبل الندوة.
--(بترا)