رنا حداد تكتب : لماذا فيروز!؟
رنا حداد
يكفي ان اسمع « يا ريت « لتخرج إلي فيروز من كل الجهات بلهجة أخف من الغياب، لأصرخ انا الانسان .. «لو بقدر أتحمل عذاب الاشياء كلا ما كنت فليت».
يكفي ان تقول «راجعين يا هوا راجعين» ، لأقول انها وحدها من صمدت في زمن الانكسار، واضمحلال الأمل، تغني «ايه في امل» ، فهي وحدها ما رضيت ان تكون موضوعا للجدل او الخلاف او الانشقاق او المساومة، وقالت»سنرجع يوما .. ارحل».
يكفي ان تقول «بحبك ما بعرف هن قالوا لي» لتكسر هشاشة ما أنتشر في حياتنا من حب وهمي «الكتروني»، لحظي، ولربما كان اكثر ميلا لـــ «الانانية»، فقالت وبلا نزعة ذاتية ولا اغوائية ، «خبيتها بكتابي ، زرعتها ع المخدة» عندما «هديتني وردة».
تعود بنا في كل مرة نسمعها الى تلك الفطرة ومنابع الوجود الإنساني وتقول «غمضت عيوني خوفي لا الناس يشوفك مخبا بعيوني».
ويكفي انها في كل مرة تنهر كثرة السؤال، والثرثرة وتقول «ويا عصفورة بيضاء لا تبقى تسألي» حيث الإنسان بريء من التفاصيل الصغيرة، وكأنه يبصر لحظته الأولى على الأرض، ويترك قلبه على .. «الشجرة عالية» و «ما بتطالها الايد».
فيروز و.. «أنت اللي بحبه واللي بكره انت « وحدها من تعطي لكل يوم شخصيته، ولكل قلب هويته، في زمن نعيش فيه حلقة تائهة من الأيام المتشابهة والمشاعر المكررة، وكأننا مربوطون إلى نفس الدائرة المفرغة.
وحدك يا فيروز من قلتِ ان الحب وان كان متعبا ، الا انه ابدا لن يكون حيّزاً للمتاعبِ، بل قلت «سلملي عليه» في رغبة أكيدة الا نمضي حياتنا وحيدين مطلقا وابدا.
في كل مرة نسمع «فيروز» «،»يا مرسال المراسيل»، نعود الينا، الى الشريك، الى الخالق، الى الوطن ، فاية سلطة اخلاقية امتلك هذا الصوت العذب، ليحكم قلوبنا ، ويجعلها طوع الحب والهوى والاوطان .. فيروز عشت وعاش الحب.